الكاتب سيف المرواني
الكاتب سيف المرواني


«مجاديفُ الخوفِ » قصة قصيرة للكاتب سيف المرواني

صفوت ناصف

السبت، 01 يوليه 2023 - 04:23 م

 

علَى غيرِ العادةِ اشعلَتْ قناديلَ القلقِ، وسافرَتْ فِيْ مساحاتِ التوترِ تنشدُ لحظةَ حلمٍ عابرةً، أو إشراقةً ممطرةً، ولكنَّ الخوفَ استوطنَ أعماقِها، تودُ أنْ ترفضَ القيودَ التِي تحيطُ معصمَ دقائقِهَا فلَا تستطيعُ التحليقَ ولا الانطلاقَ، مكبلةٌ بشكلٍ آسرٍ، تودُ أنْ تصافحَ النجومَ ولكنَّ الليلَ يغشَى اللحظاتِ.

 

تداعبُ النسائمَ فتخشَى السقوطَ فِي وحلِ الغربةِ، تبحثُ عَنْ الشوقِ ولكنَّها تخشَى الذبولَ فِي أروقةِ الحرمانِ.

تنادِي بصوتٍ دافئٍ ولكنَّ الوهنَ شعتَ شمسَهُ علَى كلِّ السواحلِ تبحرُ ولكنَّ مجاديفَ الخوفِ تبددُ أمانَها، تودُ أنْ ترتَوِي مِن ينابيعِ الحياةِ ولكنَّ الضياعَ يشاركُهَا كلَّ امتدادٍ، وجلةٌ مضطربةٌ فِيْ عالمٍ صامتٍ ترغبُ فِي الحديثِ ولكنَّ الرحيلَ أطنبَ أوتادَهُ علَيْهَا، تعيشُ صِرَاعًا آسرًا يدفِنُ آمالَهَا وأحلامَهَا.

 

كيفَ تفرُ وهِيَ لَا تجيدُ السباحةَ ولَا تتقنُ التحليقَ ولا تقدِرُ علَى الطيرانِ ولَا تستطيعُ الاستمرارَ، حائرةٌ أمامَ هذهِ التوجساتِ التِي غمرَتْها، لا تعِيْ مَاذَا حلَّ بالواقعِ, شاردةٌ تخشَى الغيابَ أنْ يشعَ فِي جنباتِها فلا تسطيعُ الحراكَ فكلُّ مَا حولَها موحشٌ

ورغمَ ذلكَ تظلُّ نجمةً لهَا بريقٌ آسرٌ يرسمُ فِي السواحلَ بهجةً لا تُنْسَى تغردُ معَها بلابلُ الانتشاءِ علَى غيرِ العادةِ

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة